أعلن أحد سكان مدينة الفاشر عن منع الجيش السوداني والقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، منعت المواطنين من مغادرة المدينة، حسب ما نشره المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال.
وقال النازح “ع،ح” في رسالته التي نشرها آدم رجال، إن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش أصدرت أوامر صارمة بين 19 و21 أبريل الجاري، تمنع المدنيين من مغادرة الفاشر، رغم أن الطريق المؤدي إلى منطقة طويلة آمن وقد استخدمه آلاف النازحين سابقاً.
وأضاف أن القوات المشتركة أعادت أسرته والعديد من النازحين الآخرين من بوابة شالا جنوب غرب المدينة، وأخضعتهم لسوء معاملة، رغم أنهم كانوا قد نزحوا سابقًا من مخيم زمزم بعد تعرضه لهجمات عنيفة من قوات الدعم السريع.
وأوضح “ع. ح.” أن أسرته تضم ثلاثة من كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء منذ أكثر من عام ونصف. كما أشار إلى أن منزلهم في الفاشر تعرض لقصف أدى إلى إصابة شقيقه وتدمير ممتلكاتهم.
وحمّل لجنة أمن ولاية شمال دارفور وجهاز الاستخبارات العسكرية والقوات المشتركة مسؤولية احتجاز المدنيين ومنعهم من مغادرة مناطق القتال، واصفاً ما يحدث بأنه “جريمة بحق الفئات المستضعفة”.
شهادات من مدنيين أكدوا منعهم من مغادرة الفاشر من قبل السلطات، بحجة حمايتهم من أعمال النهب والانتهاكات.

وقال شاهد عيان إن القوات المشتركة وعناصر من الفرقة السادسة مشاة منعت سكاناً من مغادرة المدينة، وأعادت عربات الكارو والدواب التي حاولت المغادرة.
وأكد شاهد آخر – فضل حجب اسمه – أن العديد من السكان ينوون المغادرة، لكنهم يفتقرون إلى وسائل النقل، ويخشون الاعتقال أو التعرض للانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع أثناء الفرار إلى مناطق أكثر أماناً مثل جبل مرة.
وفي المقابل، قال المواطن محسن سليمان من سكان الفاشر إن أسرته المكونة من ثمانية أفراد قررت البقاء في المدينة، رغم المخاطر، وتحمل تبعات القرار.
ونفى مصدر في الجيش السوداني، فضل عدم الكشف عن اسمه، الاتهامات الموجهة للقوات النظامية بمنع المدنيين من المغادرة، مؤكداً أن المدينة هي الملاذ الآمن الوحيد بعد نزوح الآلاف من مخيم زمزم إليها.
وقال: “لو كان المواطن يُمنع من المغادرة، لما لجأ الآلاف إلى الفاشر بدلاً من نيالا أو الضعين او المناطق الأخرى، لأنهم يعلمون أن الخطر الحقيقي خارج المدينة”.
وتشهد مدينة الفاشر معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، في محاولة من الأخيرة للسيطرة على المدينة التي تُعد آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، بعد سقوط نيالا وزالنجي والجنينة والضعين خلال عام 2023.